شهد معدل التضخم السنوي في ألمانيا تراجعًا طفيفًا في شهر يونيو، حيث انخفض إلى 2.0% من 2.1% في شهر مايو، وفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن مؤسسة ديستاتيس. كما لم يُظهر مؤشر أسعار المستهلك الشهري (CPI) أي تغيير، على عكس التوقعات بزيادة متواضعة بنسبة 0.2%. وبالمثل، فقد تراجع أيضًا المؤشر المنسق لأسعار المستهلك (HICP)، الذي يفضله البنك المركزي الأوروبي لقياسات التضخم، إلى 2.0% من 2.1% في الشهر السابق. ومع ذلك، يبدو أن هذه الأرقام كان لها تأثير محدود على تقييم اليورو، حيث استقر سعر صرف اليورو/الدولار الأمريكي حول 1.1715 عند نهاية التداول.

تقوم مقاييس التضخم بتقييم وتيرة ارتفاع أسعار سلة تمثيلية من السلع والخدمات على مدى فترات محددة. بينما يعكس التضخم الرئيسي الزيادة الإجمالية في الأسعار، كما يستثني التضخم الأساسي المكونات المتقلبة مثل الغذاء والوقود، والتي يمكن أن تتقلب بسبب العوامل الجيوسياسية والموسمية. تراقب البنوك المركزية في المقام الأول التضخم الأساسي، وتهدف إلى الحفاظ عليه بالقرب من المستوى المستهدف، حوالي 2% بشكل عام، لتعزيز الاستقرار الاقتصادي.

العلاقة بين التضخم وتقييم العملة معقدة. وعادةً ما يدفع ارتفاع التضخم البنوك المركزية إلى زيادة أسعار الفائدة للحد من ارتفاع الأسعار. و تميل أسعار الفائدة المرتفعة إلى جذب الاستثمار الأجنبي، وبالتالي الى التعزيز من العملة. وعلى العكس من ذلك، فقد يؤدي انخفاض التضخم إلى انخفاض أسعار الفائدة، مما قد يقلل من جاذبية العملة. ومن المثير للاهتمام أن التضخم المرتفع غالبًا ما يرتبط بارتفاع قيمة العملة نتيجة التشديد النقدي المتوقع، على الرغم من أن ارتفاع التضخم يمكن أن يؤدي إلى تآكل القوة الشرائية محليًا.

وبينما اتجه المستثمرون تاريخيًا إلى الذهب باعتباره وسيلة تحوط ضد التضخم، الا إن علاقته بديناميكيات التضخم اليوم دقيقة ومعقدة . فارتفاع أسعار الفائدة، الذي يتم تطبيقه لمكافحة التضخم، يميل إلى التأثير سلبًا على أسعار الذهب لأنه يزيد من تكلفة فرص الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد. وعلى العكس من ذلك، خلال فترات انخفاض التضخم وانخفاض أسعار الفائدة، يمكن أن يصبح الذهب أكثر جاذبية كاستثمار بديل.

بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن