هل يستطيع اليورو تحدي هيمنة الدولار عالميًا؟
في خطاب ألقته مؤخرًا في برلين، ناقشت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد إمكانية أن يصبح اليورو عملة عالمية مهيم…

في خطاب ألقته مؤخرًا في برلين، ناقشت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد إمكانية أن يصبح اليورو عملة عالمية مهيمنة، ومن المحتمل أن ينافس الدولار الأمريكي. وعلى الرغم من أن تصريحاتها مثيرة للاهتمام، إلا أن المحللين يحذرون من أن اليورو قد يواجه تحديات كبيرة في هذا المسار.
وتتوقف جدوى اليورو كعملة احتياطية عالمية إلى حد كبير على دوره في التجارة الدولية. ووفقًا للخبراء الماليين، فإن قدرة العملة على تيسير التجارة أمر ضروري لكي تحظى بقبول عالمي أوسع. في الوقت الحالي، يهيمن الدولار الأمريكي على المعاملات الدولية، وسيتطلب التحول عن هذا النظام الراسخ تغييرات كبيرة في كيفية إدارة البلدان لاحتياطياتها. فعلى سبيل المثال، في حالة التخلي عن الدولار على نطاق واسع، سيتعين على البنوك المركزية تحويل احتياطياتها إلى عملة بديلة – وهو تحول ينطوي على مخاطر كبيرة.
قد يتم ردع المستخدمين الحاليين للدولار بسبب ارتفاع تكاليف المعاملات المرتبطة بالتحول إلى عملة جديدة، مما يزيد من ترسيخ مكانة الدولار كوسيط مفضل للتجارة الدولية. هناك إجماع على أن اليورو لا يمكن أن ينافس الدولار حقًا إلا إذا اختار جزء كبير من المستخدمين الحاليين عملة مختلفة على الرغم من التكاليف المرتبطة بها. ويمكن لعوامل مثل العقوبات الأمريكية أن تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل هذا المشهد، خاصةً إذا بدأت الاقتصادات الكبرى، مثل تلك الموجودة داخل الاتحاد الأوروبي، في النظر إلى الاعتماد على الدولار على أنه مشكلة متزايدة.
ومن الجدير بالملاحظة أيضًا أن تدفق الدولار لا يتقلص بالضرورة بسبب العجز المستمر في الحساب الجاري الأمريكي. وهذا يخلق طلبًا مستمرًا على الدولار في جميع أنحاء العالم. وعلى العكس من ذلك، إذا أصبح اليورو عملة الاحتياطي الرئيسية، ستحتاج البلدان إلى تحويل اليورو إلى منطقة اليورو مقابل الواردات، مما قد يؤدي إلى تضخم قيمة اليورو. ويثير مثل هذا السيناريو تساؤلات حول قدرة منطقة اليورو على الحفاظ على مستويات التصدير التنافسية والموازين التجارية.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن