شهد سعر صرف الدولار الأمريكي/الدولار الكندي انجرافًا هبوطيًا، حيث وصل إلى مستويات قريبة من أدنى مستوياته في مدة أسبوع واحد خلال جلسة التداول الأوروبية. ويعزى هذا الانخفاض إلى حد كبير إلى ضعف الدولار الأمريكي، الذي لا يزال هشًا وسط توقعات السوق بتخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. كما عززت البيانات الاقتصادية والتطورات الجيوسياسية الأخيرة من النظرة المستقبلية الحذرة، مما قلل من جاذبية الدولار كملاذ آمن.

تأثرت معنويات السوق بمؤشرات سوق العمل الأمريكية الأضعف، مثل تقرير الوظائف غير الزراعية، والذي أشار إلى تباطؤ نمو التوظيف. وبالإضافة إلى ذلك، أكد تقرير مؤشر مديري المشتريات للخدمات على الضعف الاقتصادي المستمر وسط حالة التوترات الجيوسياسية والشكوك التجارية الراهنة. وعلى وجه الخصوص، أدى ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات من دول مثل الهند إلى تضخيم المخاوف بشأن الآفاق الاقتصادية العالمية. وتأتي هذه التوترات المتعلقة بالتجارة في أعقاب الإجراءات التنفيذية والتعديلات الجمركية الأخيرة، مما أدى إلى تفاقم حالة عدم اليقين وتراجع ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي.

وبالتزامن مع هذه التطورات، من المتوقع أن يحافظ الاحتياطي الفدرالي على موقفه المتشائم. كما تؤثر الاعتبارات السياسية أيضًا على توقعات السياسة النقدية، حيث تؤثر الترشيحات والتعيينات الجارية على التوقعات بشأن قيادة الاحتياطي الفيدرالي واتجاه السياسة النقدية. في حين أظهرت أسواق الأسهم مرونة – مما أضعف الطلب على أصول الملاذ الآمن مثل الدولار الأمريكي – تساهم هذه الديناميكية في تفسير الأداء الضعيف للعملة مقابل الدولار الكندي.

كما تؤثر أسعار النفط الخام، التي انخفضت نحو أدنى مستوى لها في شهرين، على الدولار الكندي. ويعكس هذا الانخفاض المخاوف من أن زيادة الرسوم الجمركية والتوترات التجارية العالمية المستمرة قد تؤدي إلى انخفاض الطلب على الوقود وتباطؤ النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم. ويضيف الموقف الحمائمي الحالي لبنك كندا طبقة أخرى من الضغط للدولار الكندي، حيث يترقب المتداولون أرقام التوظيف الكندية القادمة للحصول على إشارات اتجاهية جديدة.

ويشير التحليل الفني إلى أن زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي يكافح للحفاظ على مكاسبه فوق المتوسطات المتحركة الرئيسية، حيث يشير الانخفاض الأخير إلى اتجاه هابط. تقع مستويات الدعم بالقرب من 1.3700، حيث يشير الاختراق تحت هذه النقطة إلى تحرك محتمل إلى منتصف مستويات 1.3600، مقتربًا من أدنى مستوياته لهذا العام. وعلى العكس من ذلك، تقع مستويات المقاومة حول 1.3775 إلى 1.3825، مما يتطلب تحركًا مستمرًا فوق هذه النقاط لتجديد الزخم الصعودي. وبشكل عام، تشير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية الكلية إلى أن الزوج قد يستمر في مواجهة ضغوط هبوطية على المدى القريب.

بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن