المتوسط المتحرك: SMA و EMA… ما الفرق وأيّهما أنسب لك
المتوسطات المتحركة من أهم أدوات التحليل الفني. في هذا الدليل نشرح الفرق بين SMA وEMA، ونوضح متى يُستخدم كل منهما وكيف توظفهما في استراتيجيتك بدقة.

في عالم التحليل الفني، تُستخدم المؤشرات الفنية لمساعدة المتداولين في فهم الاتجاهات واتخاذ قرارات مدروسة. من بين هذه الأدوات، يبرز المتوسط المتحرك كأداة أساسية تُستخدم لتنعيم حركة السعر وكشف الاتجاه العام للسوق.
لكن ليست كل المتوسطات المتحركة متساوية. هناك نوعان شائعان: SMA (المتوسط المتحرك البسيط) وEMA (المتوسط المتحرك الأسي). ورغم تشابه الأسماء، إلا أن لكلٍ منهما خصائص مختلفة تؤثر على توقيت قرارات البيع والشراء.
في هذا المقال، سنشرح الفرق بين هذين النوعين من المتوسطات، ونوضح متى يُفضَّل استخدام كل منهما، وكيف يمكن أن يدعما استراتيجيتك في التداول، سواء كنت مبتدئًا أو محترفًا.
ما هو المتوسط المتحرك؟
تعريف SMA (المتوسط المتحرك البسيط)
SMA أو المتوسط المتحرك البسيط هو أداة تحليل فني تُحسب من خلال جمع أسعار الإغلاق لعدد معين من الفترات، ثم قسمة الناتج على عدد الفترات. على سبيل المثال، SMA لفترة 10 أيام يُحسب بجمع أسعار الإغلاق لعشرة أيام وقسمتها على 10. هذا النوع من المتوسطات يساعد في تنعيم حركة السعر ويُستخدم لاكتشاف الاتجاهات العامة.
تعريف EMA (المتوسط المتحرك الأسي)
EMA أو المتوسط المتحرك الأسي يُعتبر أكثر تطورًا من SMA، لأنه يعطي وزنًا أكبر للأسعار الأحدث، ما يجعله أكثر استجابة للتغيرات الأخيرة في السعر. هذا النوع يُستخدم بكثرة من قِبل المتداولين الذين يبحثون عن إشارات دخول وخروج سريعة في أسواق شديدة التقلب.
الهدف من استخدام المتوسطات في التحليل الفني
الهدف من استخدام المتوسطات هو إزالة “الضجيج” الناتج عن التحركات السعرية اليومية، وبالتالي إعطاء صورة أوضح للاتجاه العام. يمكن استخدامها كأدوات دعم ومقاومة ديناميكية، أو كأجزاء من استراتيجيات تقاطع (مثل التقاطع الذهبي)، أو لتأكيد الزخم في السوق.
الفرق بين SMA وEMA
طريقة الحساب
الفرق الرئيسي بين SMA وEMA يكمن في طريقة الحساب.
- SMA: يعطي نفس الوزن لجميع الأسعار خلال الفترة الزمنية.
- EMA: يعطي وزنًا أكبر للأسعار الأحدث، ما يجعله أكثر حساسية للتحركات الحديثة في السوق.
هذه الفروقات تجعل EMA أكثر سرعة في الاستجابة للتغيرات، بينما يُظهر SMA اتجاها أكثر سلاسة.
الحساسية لحركة السعر
EMA يتفاعل بسرعة مع التغيرات الحادة في السعر، ما يجعله أداة مناسبة في الأسواق المتقلبة. أما SMA فيتأخر نسبيًا، ما يجعله مناسبًا لتأكيد الاتجاهات دون التأثر بالتذبذبات اللحظية. هذا الفرق في الحساسية يجعل كل نوع يخدم غرضًا معينًا حسب استراتيجية التداول.
أفضلية الاستخدام حسب نوع السوق
- إذا كان السوق يتحرك في اتجاه واضح (Trend)، فقد يكون SMA خيارًا جيدًا لتأكيد الاتجاه.
- إذا كان السوق يتقلب بسرعة وتحتاج إلى إشارات دخول وخروج سريعة، فإن EMA يكون أكثر فاعلية.
غالبًا ما يدمج المحللون بين النوعين للحصول على رؤية أوضح لحركة السوق.
متى تستخدم كل نوع من المتوسطات؟
SMA في الأسواق المستقرة
يُفضَّل استخدام المتوسط المتحرك البسيط (SMA) عندما يكون السوق في حالة استقرار نسبي أو يتحرك باتجاه ثابت وواضح. في مثل هذه الحالات، يساعد SMA على تحديد الاتجاه العام بدقة دون أن يتأثر كثيرًا بالضجيج اللحظي، مما يجعله مفيدًا للمستثمرين على المدى المتوسط والطويل.
EMA في الأسواق السريعة والمتقلبة
عندما يكون السوق متقلبًا ويتحرك بسرعة، يُعد المتوسط الأسي (EMA) الخيار الأمثل. بما أنه يركز أكثر على الأسعار الحديثة، فإنه يمنح المتداولين إشارات أسرع للدخول والخروج. هذا يجعله مناسبًا للمتداولين اليوميين أو أولئك الذين يعتمدون على استراتيجيات قصيرة المدى.
دمج المتوسطات مع مؤشرات أخرى
من الأفضل استخدام المتوسطات المتحركة بجانب مؤشرات تحليل فني أخرى مثل RSI أو MACD. على سبيل المثال، قد تنتظر تقاطع EMA مع SMA لتأكيد الاتجاه، ثم تستخدم RSI لتقييم الزخم. هذا الدمج يقلل من الإشارات الكاذبة ويُعزز موثوقية قراراتك.
أمثلة عملية على استخدام المتوسطات في قرارات التداول
استراتيجية التقاطع الذهبي والميت
من أشهر الاستراتيجيات في استخدام المتوسطات هي استراتيجية التقاطع الذهبي، والتي تحدث عندما يتقاطع المتوسط المتحرك القصير الأجل (مثل EMA-50) فوق المتوسط المتحرك الطويل الأجل (مثل SMA-200)، مما يُشير إلى احتمال بداية اتجاه صاعد. أما التقاطع الميت فيحدث عندما ينزل المتوسط القصير تحت الطويل، ما يُعتبر إشارة بيع.
دعم ومقاومة ديناميكية باستخدام المتوسطات
يستخدم بعض المتداولين المتوسطات كخطوط دعم أو مقاومة ديناميكية. على سبيل المثال، إذا كان السعر يتحرك فوق EMA-50 ويعود لاختباره عدة مرات دون كسره، يُعتبر هذا المتوسط بمثابة دعم، والعكس صحيح في حالة الاتجاه الهابط.
تحليل سهم افتراضي باستخدام SMA وEMA
لنأخذ مثالًا بسيطًا: إذا كان سهم X يتحرك في اتجاه جانبي، وبدأ EMA-20 بالصعود فوق SMA-50، فهذا قد يُشير إلى بداية زخم صاعد. لكن، إذا لم يخترق السعر المقاومة السابقة، قد تكون الإشارة غير مؤكدة. لذلك، من الأفضل دائمًا استخدام المتوسطات في إطار تحليل شامل يشمل السعر والمؤشرات الأخرى.
خلاصة: كيف تختار المتوسط المتحرك المناسب لاستراتيجيتك؟
اختيار نوع المتوسط المتحرك يعتمد بشكل أساسي على أسلوب تداولك وطبيعة السوق الذي تتعامل معه. إذا كنت متداولًا طويل الأجل وتبحث عن رؤية عامة للسوق، فقد يناسبك المتوسط البسيط (SMA) بفضل استقراره وسلاسته. أما إذا كنت متداولًا قصير الأجل وتحتاج إلى رد فعل سريع على التغيرات السعرية، فالمتوسط الأسي (EMA) قد يمنحك إشارات أدق.
ومع ذلك، لا يُنصح باستخدام المتوسط المتحرك كأداة مستقلة لاتخاذ القرار. الأفضل دائمًا دمجه مع أدوات تحليل فني أخرى، وتأكيد الإشارات من خلال السياق العام لحركة السوق. التجربة والممارسة ستمنحك فهمًا أفضل لأي نوع يناسبك أكثر، لذلك لا تتردد في اختبار الاستراتيجيات على حساب تجريبي قبل اعتمادها فعليًا.
الأسئلة الشائعة حول المتوسط المتحرك
ما هو الفرق بين SMA وEMA؟
SMA هو المتوسط المتحرك البسيط، يعطي وزنًا متساويًا لكل الأسعار خلال الفترة الزمنية، بينما EMA هو المتوسط الأسي، يعطي وزنًا أكبر للأسعار الأحدث ما يجعله أسرع في الاستجابة.
أيهما أفضل في التداول: المتوسط البسيط أم الأسي؟
لا يوجد نوع “أفضل” بشكل مطلق. EMA يناسب الأسواق المتقلبة والاستراتيجيات السريعة، بينما SMA يُفضل في الأسواق المستقرة وللتأكيد على الاتجاه العام.
هل يمكن استخدام SMA وEMA معًا؟
نعم، كثير من المتداولين يستخدمون الاثنين معًا لإنشاء استراتيجيات تقاطع مثل التقاطع الذهبي، أو لتأكيد الاتجاهات من خلال قراءة مشتركة.
ما هي أفضل فترة زمنية للمتوسط المتحرك؟
تعتمد الفترة على نوع التداول. للمتداول اليومي، قد تكون EMA-10 وEMA-20 مناسبة. للمستثمر متوسط أو طويل الأجل، تُستخدم SMA-50 أو SMA-200. من الأفضل اختبار ما يناسبك عمليًا.