شهد سعر الذهب زخمًا صعوديًا ملحوظًا في التعاملات الأوروبية المبكرة، حيث أقتربً من مستوى 3,400 دولار وسط حالة من عدم اليقين المالي والسياسي في الولايات المتحدة. ويُعزى الارتفاع الأخير إلى حد كبير إلى ضعف الدولار الأمريكي، و الذي لا يزال يواجه ضغوطًا بسبب العديد من القضايا المحلية. كما قد أتاح تراجع الدولار بيئة مواتية للمعدن الثمين لتوسيع مكاسبه، حيث وضع المستثمرون أنفسهم على خلفية التوترات الجيوسياسية المتزايدة والمناقشات السياسية الداخلية.

وتشتد التحديات السياسية والاقتصادية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، مما يزيد من الضغط على الدولار الأمريكي. كما تمر المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بمنعطف حرج، حيث تطغى التوترات التجارية المتصاعدة على البيانات الاقتصادية. وقد أكد البيت الأبيض مجددًا على موقفه بأن الرسوم الجمركية المقبلة، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب، ستمضي قدمًا كما هو مخطط لها، مع احتمال أن تصل الرسوم الجمركية إلى 30%. وفي الوقت نفسه، يفكر الاتحاد الأوروبي في اتخاذ تدابير انتقامية في حالة تطبيق هذه التعريفات. كما تساهم هذه التطورات في زيادة حالة عدم اليقين في السوق على نطاق أوسع وتعزز من جاذبية الذهب كأصل آمن.

وفي الوقت نفسه، هناك مواجهات سياسية مستمرة تؤثر على صانعي السياسات الاحتياطي الفيدرالي. كما قد سعى بعض المشرعين الجمهوريين إلى الشروع في التدقيق القانوني في رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بدعوى سوء السلوك. وفي الوقت نفسه، دعا وزير الخزانة إلى إجراء مراجعة شاملة لهيكل الاحتياطي الفيدرالي وفعاليته، مما يعكس المخاوف بشأن الإطار الحالي للمؤسسة وقراراتها المتعلقة بالسياسة النقدية.

كما يشير التحليل الفني إلى أن الذهب قد تعافى فوق مستويات تصحيح فيبوناتشي الرئيسية ولا يزال مدعومًا بالمتوسطات المتحركة التي تشير إلى اتجاه صعودي. وقد نجح السعر في تجاوز مستويات المقاومة حول مستوى 3,374 دولارًا أمريكيًا وحافظ على زخم إيجابي. و تشير مؤشرات الزخم إلى إمكانية تحقيق مكاسب إضافية، مع ثبات مؤشر القوة النسبية بالقرب من مستويات ذروة الشراء، مما يشير إلى استمرار الاهتمام بالشراء. ومع توافق الإشارات الفنية مع الاتجاه الصعودي، لا تزال توقعات السوق متفائلة بحذر بشأن المزيد من الارتفاع في أسعار الذهب، باستثناء أي تغييرات كبيرة في المشهد السياسي أو الاقتصادي.

بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن