شهد الجنيه الإسترليني انتعاشًا ملحوظًا بعد انخفاضه إلى أدنى مستوياته منذ أوائل أغسطس/آب، حيث تم تداوله فوق مستوى 1.3400 مقابل الدولار الأمريكي. ويأتي هذا التصحيح في أعقاب تراجع حاد بأكثر من 1% يوم الثلاثاء، وهي أكبر خسارة ليوم واحد منذ أبريل/نيسان، وسط تصاعد التوترات في السوق فيما يتعلق بالاستقرار المالي العالمي. وكان هذا الانخفاض مدفوعًا في البداية بارتفاع العوائد على السندات الحكومية البريطانية طويلة الأجل، حيث وصل عائد السندات الحكومية البريطانية لأجل 30 عامًا إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 1998 عند حوالي 5.75%. ويعكس هذا الارتفاع في العوائد زيادة قلق المستثمرين بشأن التوقعات المالية للبلاد والتحول نحو الأصول الأكثر أمانًا في ظل حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.

ويشير رد فعل سوق السندات إلى تزايد عزوف المستثمرين من المخاطر، حيث يتوقع المستثمرون تعديلات مالية محتملة. وقد أدت التطورات السياسية الأخيرة، بما في ذلك تعديل الفريق الاستشاري لرئيس الوزراء البريطاني، إلى تكثيف التدقيق في السياسات المالية للبلاد، لا سيما مع وجود ميزانية كبيرة مقررة في وقت لاحق من العام قد تتضمن زيادات ضريبية. وقد غذت هذه الخطط التكهنات حول التأثير الاقتصادي، مما ساهم في تقلب أسواق السندات والضغط على الجنيه الإسترليني.

حتى الآن، يواجه زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي مقاومة بالقرب من 1.3440 إلى 1.3460، وهي منطقة حرجة تتزامن مع المؤشرات الفنية الرئيسية مثل المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم وتصحيح فيبوناتشي للاتجاه الهبوطي الأخي .و لا تزال النظرة المستقبلية لزوج العملة غير مؤكدة، مع وجود مستويات دعم حول 1.3330 إلى 1.3300. ويمكن أن يؤدي التحرك المستمر فوق منطقة المقاومة إلى دفع الزوج نحو أهداف أعلى بالقرب من 1.3490 أو 1.3535 إذا استؤنف الزخم الصعودي.

وترتبط العائدات المرتفعة لسوق السندات ارتباطًا وثيقًا بتوقعات أسعار الفائدة ومخاوف التضخم. وعادة ما يؤدي ارتفاع التضخم إلى تآكل أسعار السندات، مما يدفع العوائد إلى الارتفاع، في حين أن السياسة النقدية والقوة الاقتصادية هما العاملان الأساسيان اللذان يؤثران على اتجاه عوائد الجنيهات. ومع قيام بنك إنجلترا بتعديل أسعار الفائدة في المملكة المتحدة للحفاظ على استقرار الأسعار، تعكس التحولات في العوائد وقيم العملات تطور معنويات المستثمرين فيما يتعلق بتوقعات النمو وضغوط التضخم في الاقتصاد البريطاني.

بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن