البنك المركزي الأوروبي يُبقي على أسعار الفائدة مستقرة مع قيام تركيا بتحول كبير في سياسة التيسير النقدي
يبدو أن البنك المركزي الأوروبي قد أتخذ موقفًا حذرًا، حيث أبقى على سعر الفائدة الحالي البالغ 2.00% وأشار إلى توقف مؤقت غي…

يبدو أن البنك المركزي الأوروبي قد أتخذ موقفًا حذرًا، حيث أبقى على سعر الفائدة الحالي البالغ 2.00% وأشار إلى توقف مؤقت غير محدد في دورة التيسير النقدي. بعد ثمانية تخفيضات متتالية في أسعار الفائدة على مدار العام الماضي، جاء قرار البنك المركزي الأوروبي في يوليو بتثبيت سعر الفائدة في ظل استمرار التضخم الذي لا يزال أعلى قليلاً من هدفه البالغ 2%، وتوقعات النمو المتواضعة التي لا تستدعي حاليًا المزيد من التحفيز.
تدعم المسوحات الاستقصائية الاقتصادية الأخيرة هذا النهج الحذر، مما يشير إلى مسار تضخم أكثر هدوءًا واعتدالا في كل من عامي 2024 و2025، مع اقتراب التوقعات من الهدف بمرور الوقت. وفي الوقت نفسه، تم رفع توقعات النمو بشكل طفيف، حيث تم رفع توقعات التوسع في منطقة اليورو إلى 1.1% في عام 2025 من التقديرات السابقة البالغة 0.9%. تشير هذه التطورات إلى بيئة متوازن حيث يُنظر إلى مخاطر التضخم على أنها أكثر غموضًا، ويحافظ الاقتصاد على مرونته دون أن ترتفع درجة حرارته. وبالتالي، تشير توقعات السوق إلى أن البنك المركزي الأوروبي سيحافظ على موقف ثابت في المستقبل المنظور، مع توقع الحد الأدنى من التيسير قبل عام 2026.
لا يزال مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي منقسمًا بشأن مخاطر التضخم، ومن المرجح أن تتكثف المناقشات خلال الأشهر المقبلة. ومن المتوقع على نطاق واسع أن لا يسفر اجتماع السياسة القادم المقرر عقده في 11 سبتمبر عن أي تغيير في أسعار الفائدة الحالية. ويحاول سعر صرف اليورو في الوقت الحالي اختراق نطاق تداوله الأخير، مع هدفه التالي حول 1.1800، مدفوعًا في المقام الأول بالعوامل الخارجية بما في ذلك الاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وعلى النقيض من ذلك، فقد تراجع البنك المركزي التركي عن توقفه الأخير، حيث قام بتخفيض كبير في سعر الفائدة في شهر يوليو، حيث خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 300 نقطة أساس إلى 43%. و تشير هذه الخطوة إلى تجدد دورة التيسير النقدي وسط تراجع ضغوط التضخم والرغبة في دعم النمو الاقتصادي. كما قد أشار البنك إلى توخي الحذر في المضي قدمًا، مشيرًا إلى أن تعديلات سعر الفائدة ستتم بحذر وعلى أساس كل اجتماع على حدة، مع تضييق ممر سعر الفائدة.
كما تشير معنويات السوق إلى توقع المزيد من التيسير النقدي قريبًا، حيث يتوقع المحللون تخفيضًا بمقدار 200 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية القادم. لا تزال الليرة التركية تواجه ضغوطًا هبوطية شديدة، حيث يتم تداولها بالقرب من أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار الأمريكي، مما يعكس المخاوف المستمرة بشأن التضخم وتدهور توقعات العملة.
بالرغم من كل ما يجري الا ان عالم التداول ازدهر بالفرص، والمتداولون يترقبون كل حركة قد تؤثر على الأصول المتأثرة. تداول الآن