الفرق بين القيمة الدفترية والقيمة السوقية للسهم
تعرف على الفرق بين القيمة الدفترية للسهم والقيمة السوقية، وكيف يستخدمها المستثمرون لتقييم الأسهم واكتشاف الفرص الحقيقية في السوق.

عند تحليل سهم شركة ما، من المهم أن يفهم المستثمر الفرق بين القيمة الدفترية للسهم والقيمة السوقية للسهم، لأن كل منهما يكشف جانبًا مختلفًا من واقع الشركة.
القيمة السوقية تمثل ما يراه السوق، أي السعر الذي يتم تداول السهم به في البورصة. أما القيمة الدفترية للسهم فتعكس القيمة المحاسبية التي تمثل حقوق المساهمين موزعة على عدد الأسهم.
فهم هذا الفرق يمكن أن يساعدك في اكتشاف ما إذا كان السهم مقومًا بأقل أو أكثر من قيمته الحقيقية، ويمنحك ميزة تحليلية في قرارات الشراء أو البيع.
ما هي القيمة الدفترية للسهم؟
التعريف والمفهوم المحاسبي
القيمة الدفترية للسهم (Book Value per Share) هي القيمة المحاسبية الصافية التي تعود إلى كل سهم عادي في الشركة، بعد خصم جميع الالتزامات من أصول الشركة.
بمعنى آخر، تمثل ما سيحصل عليه المساهم نظريًا إذا تم تصفية الشركة ودفع جميع ديونها.
القيمة الدفترية تُستخدم لتقدير الحد الأدنى لقيمة السهم من الناحية المحاسبية، وهي مؤشر مفيد لتقييم السلامة المالية للشركات، خصوصًا في القطاعات الصناعية أو ذات الأصول الملموسة.
كيفية حساب القيمة الدفترية للسهم
الصيغة الأساسية لحساب القيمة الدفترية هي:
القيمة الدفترية للسهم = (إجمالي حقوق المساهمين – الأسهم الممتازة) ÷ عدد الأسهم العادية القائمة
أمثلة رقمية توضيحية
لنفترض أن شركة لديها:
- إجمالي حقوق المساهمين: 200,000,000 ريال
- أسهم ممتازة: 20,000,000 ريال
- عدد الأسهم العادية القائمة: 10,000,000 سهم
يكون الحساب:
القيمة الدفترية للسهم = (200,000,000 – 20,000,000) ÷ 10,000,000 = 18 ريالًا
هذا يعني أن كل سهم مدعوم محاسبيًا بـ18 ريالًا من أصول الشركة، وهو ما يمكن استخدامه كنقطة مقارنة مع سعره السوقي الحالي.
ما هي القيمة السوقية للسهم؟
كيف يتم تحديد السعر السوقي؟
القيمة السوقية للسهم هي السعر الذي يتم تداول السهم به في السوق المالي (البورصة)، ويعكس هذا السعر رأي السوق الحالي في قيمة الشركة بناءً على التوقعات والعرض والطلب.
يُحدد هذا السعر بشكل لحظي عبر عمليات البيع والشراء اليومية بين المستثمرين، ويتأثر بعدة عوامل خارج نطاق البيانات المحاسبية البحتة.
العوامل المؤثرة في القيمة السوقية
على عكس القيمة الدفترية للسهم التي تعتمد على الأصول والخصوم، فإن القيمة السوقية تتأثر بعوامل متعددة مثل:
- الأداء المالي المتوقع (وليس فقط الحالي)
- أخبار الشركة والتوسعات أو الصفقات
- معنويات المستثمرين وتوجهات السوق
- تحركات السوق العامة (صعود/هبوط البورصة)
- أسعار الفائدة والتضخم والسياسات الاقتصادية
لذلك يمكن أن تكون القيمة السوقية أعلى أو أقل بكثير من القيمة الدفترية، دون أن يعني ذلك وجود خطأ محاسبي.
متى تختلف كثيرًا عن القيمة الدفترية؟
قد نجد شركة يتم تداول سهمها بـ80 ريالًا بينما القيمة الدفترية للسهم لديها لا تتجاوز 20 ريالًا، والعكس أيضًا ممكن.
- عندما تكون القيمة السوقية أعلى بكثير، قد يرى السوق أن الشركة تمتلك فرص نمو قوية أو ميزة تنافسية مستقبلية
- أما إذا كانت السوق تُسعّر السهم بأقل من قيمته الدفترية، فقد يشير ذلك إلى أزمة ثقة، أو فرصة استثمارية غير مكتشفة بعد
القيمة الدفترية مقابل القيمة السوقية: مقارنة تحليلية
متى تكون القيمة السوقية أعلى من الدفترية؟
غالبًا ما تكون القيمة السوقية للسهم أعلى من القيمة الدفترية للسهم في الشركات التي تحقق نموًا مرتفعًا أو لديها سمعة قوية في السوق.
هذا الفارق يُعرف باسم “علاوة السوق”، ويعكس تفاؤل المستثمرين بشأن مستقبل الشركة.
مثال:
شركة تقنية ناشئة لديها قيمة دفترية للسهم تبلغ 10 ريالات، لكن يتم تداول سهمها بـ40 ريالًا في السوق.
هذا لا يعني أن السهم “مبالغ فيه” بالضرورة، بل أن المستثمرين يتوقعون أن تحقق الشركة أرباحًا كبيرة مستقبلًا.
متى تكون القيمة الدفترية مؤشرًا على فرص استثمارية؟
إذا كانت القيمة السوقية أقل من القيمة الدفترية بشكل واضح، فقد تكون هناك فرصة استثمارية، خاصة إذا كانت أصول الشركة قوية وليس هناك مبرر حقيقي لهبوط السعر.
مثال:
شركة صناعية لديها أصول ملموسة قوية وقيمة دفترية للسهم تبلغ 25 ريالًا، لكن سعر السهم في السوق 18 ريالًا فقط.
هنا قد ينظر المستثمرون إلى هذا الوضع كمؤشر على خصم غير مبرر في السوق، وقد يكون مدفوعًا بعوامل نفسية أو مؤقتة.
أمثلة من السوق السعودي أو الأمريكي
- في السوق السعودي، بعض شركات التأمين أو الطاقة تظهر قيمًا دفترية قوية مقارنة بأسعار أسهمها، مما يلفت انتباه المستثمرين المحافظين.
- أما في السوق الأمريكي، فإن شركات مثل Tesla أو Amazon عادة ما يتم تداولها بعشرات المرات فوق قيمها الدفترية، نظرًا لاعتماد السوق على التوقعات المستقبلية بدلًا من الأرقام المحاسبية.
كيف يستخدم المستثمرون هذه القيم في قراراتهم؟
استخدام القيمة الدفترية لتحديد الأسهم المقوّمة بأقل من قيمتها
يبحث بعض المستثمرين – خاصة من يتبعون استراتيجية القيمة (Value Investing) – عن الأسهم التي يتم تداولها بأقل من القيمة الدفترية للسهم.
فإذا كانت أصول الشركة قوية، ولا توجد مشاكل جوهرية، فإن هذا الوضع قد يمثل فرصة استثمارية، لأن السوق قد يصحّح نفسه لاحقًا ويرتفع السعر.
الاستثمار في هذه الحالات يستند إلى فرضية: “إذا كانت الشركة تُساوي أكثر مما يُقدّره السوق حاليًا، فإن السهم رخيص”.
الجمع بين القيمتين ضمن التحليل الأساسي
في التحليل الأساسي المتوازن، لا يتم الاعتماد فقط على القيمة الدفترية للسهم أو القيمة السوقية، بل على مقارنة بينهما، مع الأخذ بعين الاعتبار:
- توقعات النمو والأرباح المستقبلية
- جودة الإدارة
- طبيعة القطاع: هل يعتمد على أصول ملموسة أم لا؟
- مدى استقرار العوائد
وفي بعض الأحيان، تكون القيمة الدفترية غير مفيدة في القطاعات التي تعتمد على الابتكار أو الأصول غير الملموسة مثل البرمجيات، بينما تكتسب أهمية كبيرة في القطاعات الصناعية والبنكية.
كيف يستخدم المستثمرون هذه القيم في قراراتهم؟
استخدام القيمة الدفترية لتحديد الأسهم المقوّمة بأقل من قيمتها
يبحث بعض المستثمرين – خاصة من يتبعون استراتيجية القيمة (Value Investing) – عن الأسهم التي يتم تداولها بأقل من القيمة الدفترية للسهم.
فإذا كانت أصول الشركة قوية، ولا توجد مشاكل جوهرية، فإن هذا الوضع قد يمثل فرصة استثمارية، لأن السوق قد يصحّح نفسه لاحقًا ويرتفع السعر.
الاستثمار في هذه الحالات يستند إلى فرضية: “إذا كانت الشركة تُساوي أكثر مما يُقدّره السوق حاليًا، فإن السهم رخيص”.
الجمع بين القيمتين ضمن التحليل الأساسي
في التحليل الأساسي المتوازن، لا يتم الاعتماد فقط على القيمة الدفترية للسهم أو القيمة السوقية، بل على مقارنة بينهما، مع الأخذ بعين الاعتبار:
- توقعات النمو والأرباح المستقبلية
- جودة الإدارة
- طبيعة القطاع: هل يعتمد على أصول ملموسة أم لا؟
- مدى استقرار العوائد
وفي بعض الأحيان، تكون القيمة الدفترية غير مفيدة في القطاعات التي تعتمد على الابتكار أو الأصول غير الملموسة مثل البرمجيات، بينما تكتسب أهمية كبيرة في القطاعات الصناعية والبنكية.
خلاصة: هل يجب أن تعتمد على القيمة الدفترية وحدها؟
القيمة الدفترية للسهم تمثّل حجر أساس في التحليل المحاسبي للشركات، وتمنح المستثمر مؤشرًا على صافي أصول الشركة موزعة على كل سهم.
لكن في عالم الاستثمار الحديث، لا يمكن الاعتماد عليها وحدها لتحديد القيمة العادلة للسهم.
القيمة السوقية تعكس نظرة السوق المستقبلية، بينما تشير القيمة الدفترية إلى الواقع المحاسبي الثابت.
وبين هذين الرقمين، يمكن أن تنشأ فرص استثمارية مهمة، أو إشارات تحذير تستوجب التوقف والتحليل.
باختصار:
- استخدم القيمة الدفترية للسهم كمقياس للحذر والتقييم الأولي
- قارنها بالسعر السوقي لتحليل الانحرافات
- اربط التحليل بمؤشرات أخرى مثل العائد على السهم، مضاعف القيمة الدفترية (P/B)، وتوقعات النمو
فهم العلاقة بين هاتين القيمتين يمنحك قدرة أعمق على اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على منطق وتحليل، لا على العاطفة أو الضجيج السوقي.
الأسئلة الشائعة
ما هي القيمة الدفترية للسهم؟
القيمة الدفترية للسهم هي صافي قيمة أصول الشركة بعد خصم الالتزامات، مقسومة على عدد الأسهم العادية القائمة. تمثل القيمة المحاسبية التي تعود لكل سهم.
كيف يتم حساب القيمة الدفترية للسهم؟
يتم حسابها باستخدام المعادلة:
(إجمالي حقوق المساهمين – الأسهم الممتازة) ÷ عدد الأسهم العادية
وتُستخدم كمؤشر لتقدير الحد الأدنى لقيمة السهم من الناحية المحاسبية.
ما الفرق بين القيمة الدفترية والقيمة السوقية للسهم؟
القيمة الدفترية تعكس البيانات المحاسبية الداخلية للشركة، بينما القيمة السوقية تمثل السعر الذي يتم تداول السهم به في السوق، والذي يتأثر بالعرض والطلب وتوقعات المستثمرين.
متى تكون القيمة الدفترية أعلى من السوقية؟
قد تكون القيمة الدفترية للسهم أعلى من سعره في السوق عندما يفتقر السهم للثقة أو يواجه مؤقتًا أداءً سلبيًا، مما قد يشير إلى فرصة استثمارية محتملة إذا كانت أصول الشركة قوية.
هل يجب أن أعتمد على القيمة الدفترية فقط؟
لا، يجب استخدام القيمة الدفترية ضمن تحليل أشمل يشمل المؤشرات الأخرى مثل العائد على السهم، مضاعف القيمة الدفترية، والتوقعات المستقبلية للأرباح.